--------------------------------------------------------------------------------
كُتب : [ 05-24-2010 - 04:34 AM ]
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً (7) وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً (12) وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتْ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً (14) إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (19) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)
{يا أيُّها المُزَّمِّل} أي المتزمل وهو الذي تزمل في ثيابه أي تلفف بها، كان النبي صلى الله عليه وسلم نائمًا بالليل متزملاً في ثيابه فأمر بالقيام للصلاة.
{قُمِ الليلَ} أي قم للصلاة، وحدُّ الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر
{إلا قليلاً} أي صلّ الليل كله إلا يسيرًا منه فاستثنى منه القليل لراحة الجسد.
وقد كان قيام الليل فرضًا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته ثم نسخ ذلك فصار تطوعًا كما جاء في صحيح مسلم [1] عن زرارة: ان سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله.." الحديث،
وفيه أنه قال لأم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها: "أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: ألست تقرأ
{يا أيها المزمل} قلت: بلى، قالت: فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا في السماء حتى أنزل الله في ءاخر هذه السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضة".
وأخرج الحاكم [2] في المستدرك عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزلت: {يا أيها المزمل* قمِ الليل إلا قليلاً} قاموا سنة حتى ورمت أقدامهم فأنزلت:
{فاقرءوا ما تيسَّر منهُ}، وأخرج ابن جرير مثله عن ابن عباس وغيره.
{نِصفَهُ أو انقص منه قليلاً} أي قم نصف الليل أو انقص من النصف قليلاً إلى الثلث.
{أو زِدْ عليه} أي زد على النصف إلى الثلثين، وهذا تخيير للنبي صلى الله عليه وسلم بين أن يقوم النصف بتمامه وبين الناقص منه وبين قيام الزائد عليه.
{ورتِّلِ القرءانَ ترتيلاً} أي لا تعجل بقراءة القرءان بل اقرأه في مهل وبيان أي بيّنه تبينًا مع تدبر المعاني، وروى الترمذي [3] عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال لصاحب القرءان اقرأ وارتقِ ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند ءاخر ءاية تقرأ بها".
{إنَّا سنلقي} أي سننزل
{عليكَ قولاً} أي القرءان
{ثقيلاً} أي بما اشتمل عليه من التكاليف الشاقة كالجهاد ومداومة الاعمال الصالحة وإقامة حدود الشرع واجتناب نواهيه، وقيل: إنه كان يثقل عليه إذا أوحي إليه وهذا قول عائشة
قالت: "ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقًا، رواه البخاري، وقيل: يثقل في الميزان يوم القيامة.
{إنَّ ناشئةَ الليلِ} أي أوقاته وساعاته لأن أوقاته تنشأ أولاً فأولاً، واختلف العلماء في المراد بناشئة الليل فقيل: ما بين المغرب والعشاء، وقيل: الليل كله، وقيل: القيام بالليل بعد النوم ومن قام أول الليل قبل النوم فما قام ناشئة الليل.
{هيَ أشدُّ وَطئًا} أي أشد على المصلي وأثقل من صلاة النهار لأن الليل جعل للنوم فكان قيامه على النفس أشد وأثقل.
وقرأ ابن عامر وأبو عمرو: "وِطَاءً" بكسر الواو وفتح الطاء والمد، وقرأ ابن محيصن: "وَطَاءً" بفتح الواو والطاء وبالمد.
{وأوقومُ قيلاً} أي القراءة بالليل أقوم منها بالنهار أي أشد استقامة واستمرارًا على الصواب لهدوء الأصوات وانقطاع الحركات فلا يضطرب على المصلي ما يقرؤه.
{إنَّ لكَ في النهار سَبْحًا طويلاً} أي فراغًا طويلاً لنومك وراحتك وحوائجك.
اتمنى ان تستفيدو منها مع التقدير اخوكم zake_net
{